التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاب فليوثاوس فرج يكتب عن الشيخ النيل ابوقرون وكتاب في (رحاب الرسالة)



                                   فى رحاب الرسالة  

كتبه : الأب/ فليوثاوس فرج

عيد القيامة : فى يوم عيد القيامة المجيد فى زحمة التهانى وتوزيع الأمانى ونشر صالح الدعوات كانت دعوة وزارة الإرشاد والمجلس القومى للذكر والذاكرين إلتفافاً وإحتضاناً لكتاب (فى رحاب الرسالة)  وإحتراماً لشيخ وقور فتح قلبه للآخر هو مولانا النيل أبوقرون كان إحتفال تقديم هذا الكتاب بإعتباره مساهمة مقدرة فى هذه المرحلة من تاريخ الأمة الفكرى والدينى كما حملت كلمات كتاب الدعوة ، وكان الحضور أنيقاً وقوراً جميلاً زاده وقاراً حضور الشيخ أبو قرون فى هدوء الصوفية وسلام الإيمان وإشراقة حب الآخر ،  وزين الحضور الوزير الأمير أزهرى التجانى صاحب كيمياء التوبة والباحث عن كيماء المحبة والفاهم لدينه والساعى لأعمال الدين فى البناء الإجتماعى بإعتباره أقوى المفاعلات الروحية والراغب فى التدين سعياً نحو السلام الإجتماعى حيث أن التدين هو سمة مميزة لشخصية السودانى المتميزة .
والحضور لهذا الإعلام كانوا نفراً متميزاً من فضيلة الإعلاميين والأدباء والشعراء ورجال الدين ، وقد أعجبت بالكلمات التى سمعتها من كثيرين كيف يهندس الكلمات وكيف يجعل الإجتماع إجتماعاً شعبياً قوياً رغم أن رائحة الحكومة تملاأ المكان بأريج طيب لا يمكن أن يقلى فى بحر النسيان .
مداخلتى المتواضعة : ورغم ضيق الوقت لكى أكتب تعليقاً عن الكتاب ولكننى إرتجلت مداخلة لأن الكتاب ليس غريباً فقد قرأت مسودته وأعجبنى تفكير مولانا والذى هو نفسه قريب جداً إلى قلبى نتعاطى المحبة معاً فى لقاءات فى منزله العامر بضاحية أبو قرون وفى منزلى أيضاً بالديوم

الشرقية ، وهذه الزيارات هى عبارة عن ندوات روحية نتوخى التآخى ونبحث عن محطات التلاقى وتعمر قلوبنا بالمحبة الروحانية التى أودعها الله فى كياننا وأذكر أن الأستاذة الصحفية حرم الرشيد شداد أعجبت بأحد هذه اللقاءات وكتبت عنه مقالاً عنوانه (تعالوا إلى كلمة سواء) فى جريدة السودانى الغراء وقد صدرت كتابى روحانية الروح والجسد بهذا المقال الرقيق مثل رقتها الأنيق مثل أناقة اللقاء .
وتمتد محبتى الخاصة إلى رجال الصوفية فى السودان وأذكر مايدور من حوار فى منزلنا أو فى مسيد الصوفية مع مولانا الراحل بروفيسور حسن الفاتح قريب الله مع إبنه المبارك أحمد حسن الفاتح وشقيشه بروفيسور الطيب الفاتح قريب الله . وأقول أن الصوفية فى السودان هى الإسلام المتميز الهادىء الذى لا يكن للآخر سوى كل محبة والصوفية محبة والمحبة عند الصوفية حبة حبة .
وتذكرت وذكرت فى مداخلاتى ملانا الشيخ عوض الله صالح مفتى جمهورية السودان الديمقراطية يوم أن إلتقينا فى مؤتمر عن الخصوبة الإختيارية وأخذنى فى حضنه كنت وقتها شاباً يافعاً وضمنى إلى صدره وهو يقول نحن ينبغى أن نلتقى كثيراً حتى لا نقصر فى حق أبنائنا لأن مثل هذه القاءات تقرب المسافات وتوسع وتزيد مساحات الود والإحترام بين المسيحية والإسلام ، وكيف أعترض مولانا عوض الله صالح على أحد المحاضرين عندما بدأ يقسم المجتمع إلى مسيحيين ومسليمن من ناحية نسبة الإنجاب وقال لماذا يا ولدى هذا التقسيم .
وطالبت الحاضرين أن يهتموا بالمباحثات الهادئة الطيبة التى تبحث عن القواسم المشتركة . لأن كتابنا المقدس يقول والمباحثات الغبية والسخيفة

إجتنبها عالماً أنها تولد الخصومات  وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم وصبوراً على المشقات (( تيموثاس الثانية23:2)) وأما المباحثات الغبية والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فاجتنبها  لأنها غير نافعة وباطلة (تيطس 9:3) واندهش عندما قال أحد المتكلمين إننا ندعو كل يوم أن يصير بوسن مسلماً هذا أمر غريب  لا يتناسب مع الاسلام لان بوسن مسيحى وهو ليس بكافر وهذا الكلام فيه استعلاء على الاخر ومحاولة للإستيلاء على الاخر .
والاستعلاء والاستيلاء هما شران يبعداننا عن عمق الدين وهو التواضع  ووداعة القلب  ونحن ينبغى أن نبدأ بإحترام الاخر  واحترام فكره وعقيدته وعبادته وليس صعباً على الله أن يكون الناس على دين واحد لكى نتنابز ونتعارك ونتضارب فهذا ليس من الدين إنما لكى نتنافس فى حب الله الذى خلفنا جميعاً من أب واحد وأم واحدة ونحن مطالبون بالتأجيل وبالتعجيل فالحكم على الآخر مؤجل لليوم الأخير ولكن حب الآخر معجل ينبغى أن نبدأ به من الآن ولا نؤجل ما يجلعه الله ولا نجعل ما يؤجله الله .
مولانا النيل أبو قرون قدم  فى كاتبه للآخر رفض أن يوصم أى دين بأنه ألغى الآخر بل كل دين يكمل الدين الآخر وهذه بعض وقفات فى رحاب الرسالة :

1. ذهب كثير من الدعاة إلى التغاضى عن الرحمة والحديث عن العذاب المؤجل فخوفوا وأرعبوا وهددوا وقنطوا ، من لايستجيب لتخويفهم بالمواعظ خوفوه بالسلاح فإن لم يستجيب فعليه رحمة الله (صفحة 5) .


1. ظل المعلم يرشد ويبين للناس القيم وحسن الخلق ليخرجهم من ظلمات سوء السلوك وغلظة التعامل وتوتر العلاقات وإظهار الغضب إلى نور الإخاء وحسن التعامل والمحبة والتسامح وعدم الإكراه لأن أفضل ما يعطى المرء هو حسن الخلق (صفحة 13) .
2. إن الذين يزجرون أصحاب المعاصى بمواعظهم القاسية هم الأحوج إلى الموعظة ، يسروا ولاتعسروا وبشروا ولاتنفروا (صفحة 38) .

معزرة قرائى فالكتاب جميل وكل كلماته جميلة ، لم أوفق فى عرضها كلها وأمامكم الكتاب القيم لتقرأوه قراءة هادئه وأنتم خير القراء فى كل العالم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشيخ النيل ابوقرون و ود شوراني..كنوز التراث السوداني

بحث عظيم وطبعة جديدة.. الشيخ النيل ابوقرون و ود شوراني ... كنوز التراث السوداني صدرت في الخرطوم الطبعة الثانية من كتاب الشاعر الشعبي عبد الله حمد ود شوراني للمؤلف والمفكر السوداني الكبير الشيخ النيل عبد القادر ابوقرون وقد جاء في تقديم الناشر للكتاب :   انه لو قدر لشعر البادية السودانية أن يقرأ وينتشر ويعرف لوضعه النقاد ضمن رواد الطبقة الآولي من شعراء الانسانية العظام. فقد أنبتت تلك البادية بعالمها الشحيح من الأشياء ولكن الفسيح بالحرية والخصيب بخيال الانسان وطاقاته الابداعيه المتجاوزة، جماعة ظلت ترفد الآبداع بأفذاذ منهم الي زماننا المعاصر، كما أنبتت بادية الجزيرة العربية ومحيطها رواد الشعر الجاهلي في القديم وأضحو أعلاماّ خالدين في الثقافة العربية، وكما ظلت تنبت من أنماط الشعر الدارج والنبطي والزجل وغيره. بل إن أوجه الشبه بين شعراء البادية السودانية، وشعراء بادية العرب منذ الجاهلية، يكاد يتطابق من حيث ملهمات الابداع ثم حيث مادة اللغة الواحدة مهما يكن تقدم الزمن وتباين البيئة قد بدل في التراكيب وغير في المفردة والتفعلية. يقف الشاعر عبدالله ودشوراني – موضوع هذا الكتاب- ض...

صدور ديوان بوارق الحب للشيخ النيل ابوقرون

  صدور ديوان بوارق الحب-الاعمال الشعرية في مدح سيد البرية لمولانا الشيخ النيل ابوقرون صدر بالعاصمة اللبنانية بيروت ديوان بوارق الحب لمولانا الشيخ النيل ابوقرون والذي يحتوي علي الاعمال الشعرية في مدح سيد البرية وسوف يقدمه الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر في معرض عمان الدولي للكتاب هذا وقد تصدر الديوان: " هذا ما فتح الله به عليّ من الأشعار والنظم خلال العقود الأربعة الماضية فقد نشأت في بيت يعشق الشعر والمدائح التي تخصص للجناب المحمّدي صلى الله وبارك عليه ووالديه وآله، ولهذا يرتبط الشعر في بيئتنا بالمدح النبوي الذي يعدد الصفات، ويتوسل إلى عظيم الذات، ويشير إلى افتقار المرء إلى الحبيب المأمول، وهو خير البشر. والمدح في حقيقته تخلّق بأخلاق الله كما أمر الحبيب صلى الله وبارك عليه ووالديه وآله " تخلقوا بأخلاق الله " لأنّ الله قد مدحه أزلاً في كلامه القديم بأنّه صاحب الخلق العظيم، وأنّه الرحمة المهداة للعالمين، وأُسوة أهل الدين، فما يبلغ بعد ذلك مادح أو مثنٍ أو معظّمٍ للجناب المحمّدي . ولقد تقاصرت بذلك كلّ الكلمات والمعاني أن تمدح الحبيب صلى الله وبارك عليه و...

إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بالشيخ النّيل أبو قرون

إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بالشيخ النّيل أبو قرون www.abugroon.com تزامناً مع احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف، تمّ اليوم إطلاق المموقع الإلكتروني الخاص بالمجدد الشيخ النّيل أبو قرون برؤية وتحديث شمل تزويده بمواد إضافية وإعادة تبويب تستصحب تغطية جوانب إنتاج الشيخ النّيل أبو قرون كافةً الفكري المكتوب من المؤلفات والأدبيات والمسموع والمرئي من المحاضرات والدروس والقصائد والمدح النبوي، أخبار الفعاليات والاحتفالات واللقاءات والبيانات الصحفية. كما يتيح الموقع معلومات السيرة الذاتية وتقديماً تعريفياً بمنهج فكر الشيخ النّيل أبو قرون ومؤلفاته المختلفة ومقالات له وعنه، بجانب قراءات في إنتاجه الفكري المنشور من متخصصين وكُتّاب من بلدان عدة. كما أبرز الموقع الجديد العديد من عناوين التبويب منها الانتصار الكبير للشيخ النّيل أبو قرون بالحكم القضائي لصالحه، والتهاني المختلفة من داخل وخارج السودان، وكذلك الدور الكبير للشيخ النّيل أبو قرون في موقعه الجديد كمسؤول عن كرسي البحوث والجودة في مؤسسة الـ(أونيكس) البريطانية التي تُعنى بقضايا الإصلاح الفكري وعالميته، وبصماته الواضحة في ال...